الرئيسيةاخبار كفرمندامحتسب زيدان: المسيرة المنداوية يوم السبت ليست الا صورة من صور الفساد الأخلاقي وصورة من صور الهمجية الشيطانية

محتسب زيدان: المسيرة المنداوية يوم السبت ليست الا صورة من صور الفساد الأخلاقي وصورة من صور الهمجية الشيطانية

اكتب ما سأكتبه ليس من باب الانتقاد , إنما من باب تصحيح الاعوجاج , إن المسيرة التي أقيمت يوم السبت عنوانها يهُمني ويهم كل إنسان غيور على حُب الوطن , وحُب إخوانه المسلمين ليس في فلسطين وحسب بل في كل مشارق الأرض ومغاربها , ولكن سير المسيرة نفسها من حيث التنظيم والإتقان لا يصيب قضيتنا بأي هدف  وبل بالعكس يعكس صورة سيئة يريدها لنا أعداء الإسلام وأعداء العرب منا .
 
 
أقولها وبصراحة ووضوح إذا لم نفهم ديننا وقواعده التربوية ونُطبقها بأحسن وجه, ولم نحافظ على الضوابط الشرعية التي دعا إليها من خلال القران والسنة, فلن ولن يزول عنا الظلم أبداً. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي }.  فبالله عليكم ماذا نستفيد من حرق الإطارات وإغلاق الشوارع, وسؤال أهم , من هم الذين يقفون وراء هذا العمل الهمجي ويعكس صورة من صور الهمجية الشيطانية ؟  أنا أجيب هو شخص من بين اثنان , الأول مدسوس أو أزعر لا يريد خيراً لا للإسلام ولا للمسلمين والعرب , وأخر لبساطة عقله قد ينجر ورائهم وهو الوحيد الذي سيكون فريسة سهلة في شباك الصياد ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم . قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾, أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((المؤمن كيس فطن حذر)).
 أما بالنسبة لقلة العدد والمشاركين فهو ليس مهم بهذا القدر , فقلة العدد لم تكن يوما رقماً مهماً ومصيرياً في تحديد قواعد اللعبة , فالتاريخ يشهد للمسلمين أنهم في كثير من المواقع كانت لهم الغلبة مع قلة عددهم . ((كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)).
 أما العنصر الأكثر أهمية فهو حُسن التنظيم الذي يجب أن يكون بارزاُ في أوجه المسيرة , وهذا ما لم يكن في المسيرة لا من حيث الوقت ولا من حيث سير الفعالية نفسها , فالتنظيم والنظام هو عامل أساسي ومهم يستطيع لوحده أن يُزلزل ويُرهب ويُربك الفريق الخصم , كما أن وضع الأهداف والبرمجة عامل أساسي أخر في تغيير مسار اللعبة .
 
كما أن تكاتفنا بيد بعضنا البعض هو أمر ضروري ومهم , ((إن المؤمن مرآة أخيه)), إن الوحدة تعني النجاح كما أن الفرقة تعني الفشل؛ {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]، {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103]. 
  ولكن البعض يفهم أن مشاركة الشاب الى جنب الصبية هو المقصود من هذا التكاتف , على من تتغابون؟؟؟؟ , فالفصل في المسيرة بين الرجال والنساء والمحافظة على الضوابط الشرعية أمر في غاية الأهمية , وهو يعكس مدى نجاح هدف المسيرة , وإذا تمت المحافظة فلا يمكن لها أبداً أن تعكس صورة أخرى من صور الفساد الأخلاقي , ولا يمكن لها أن تعكس أهداف النفوس الخبيثة في مشاركتهم للمسيرة وبشكل بارز . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها” .

أُركز بعض النقاط الهامة في أقوالي:
1-  إغلاق الشوارع , وقطع الطريق أمام عابر السبيل , هو أمر مرفوض حسب تعاليم ديننا الحنيف .قال تعالى : {‏ وآت ذا القربي حقه والمسكين وابن السبيل‏}‏.
2- حرق الإطارات , التخريب والترهيب وإدخال الرعب في قلوب المارة والمسالمين أيضا مرفوض بكل أنواعه .حيث كان الرسول يوصي أصحابه في الحرب : (ألا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليداً، أو امرأة، ولا كبيراً فانياً، ولا معتصماً بصومعة، ولا تقربوا نخلاً، ولا تقطعوا شجراً، ولا تهدموا بناءً..).
3- الاختلاط في المسيرة وعدم المحافظة على الضوابط الشرعية لا يحقق لنا أهداف بل يحرقها حرقاً. فقال تعالى: { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}}
4- سوء التنظيم والفوضى والابتعاد عن الدين هو مرآة تظهر وهن الصف ويعطي مجال للاستهزاء بنا , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم متنبئًا بما ستؤول إليه أمته من حالة الوهن والضعف، الناتج عن ابتعادها عن الصراط المستقيم والمنهج القويم: ((يُوشِكُ الأممُ أن تَدَاعَى عليكم كما تَدَاعَى الأَكَلَةُ إلى قصعتها))، فقال قائل: ومِنْ قِلَّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: ((بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غُثَاءٌ كغثاء السيل، ولَيَنْزِعَنَّ الله من صدور عدوكم المهابةَ منكم، وليقذِفَنَّ الله في قلوبكم الوهن))، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهنُ؟ قال: ((حب الدنيا، وكراهية الموت)) .
5- التبعية العمياء بدون وعي وتفكير هو داء خطير , ووباء يفتك بنا فتكا ,قال عليه الصلاة والسلام : ” لا تكونوا إمّعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا” رواه الترمذي.

في الختام أقول أن كل إنسان يخطئ , ولكن خير الناس من يتراجع عن الخطأ ويُصحح نفسه في المسار المستقيم , ويقبل النصيحة . قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون‏. “.

والله من وراء القصد
المهندس محتسب زيدان
 
المهندس محتسب زيدان