الرئيسيةاخبار عالميةوفد إسرائيلي كبير يقدم التعازي لعائلة ابو خضير

وفد إسرائيلي كبير يقدم التعازي لعائلة ابو خضير

حشدت منظمة "تاغ مئير" وهي منظمة تنشط منذ عامين في محاربة جرائم الكراهية اليهودية، سبع حافلات مليئة بالركاب من مدينة القدس وتل ابيب وتوجهت بهذه القافلة الى بلدة شعفاط وتحديدا الى منزل حسين أبو خضير، والد الفتى المغدور محمد الذي وقع ضحية اختطاف وحرق وهو حيا من قبل مجموعة من المتطرفين اليهود الأسبوع الماضي.
ووصل القافلة الإسرائيلية الى خيمة العزاء الكبيرة المحاطة بصور كبيرة للفتى المغدور والبسمة تعلو محياه واعلام فلسطينية تنتشر في ل ارجاء المكان. واستقبل اهل الفقيد جموع المعزين من اليهود مرحبين بقدومهم.
وساد هذا اللقاء النادر شيء من التوتر لأن الجيش الإسرائيلي كان قد شرع في وقت مبكر من ذات يوم امس بحملة عسكرية اسماها "الجرف الصامد" على حماس في قطاع غزة، والهجمات الصاروخية من غزة والتي وصلت حتى القدس وما بعدها، وبدأت تتوارد انباء عن ضحايا فلسطينيين سقطوا جراء هذه الحملة.
 
 
وقال الحاخام يوسي سلوتنيك الذي وصل شعفاط من كيبوتس “معاليه غيلبواع” في شمال إسرائيل، ضمن مجموعة المعزين وهو يدرس التلمود في معهد ديني محلي، إن "ما جاء به إلى هنا هو الشعور بأن شيئا سيئا قد حدث، وهو ما ندعوه نحن اليهود تدنيس اسم الله. جئت للاحتجاج والإعلان أن هذه ليست الطريقة التي يسير ديني حسبها. أنا أعتقد أن علينا أن نقول ذلك بصوت عال: ليس هذا ما توقعنا وما رغبنا حدوثه. نحن نبحث عن نوع مختلف من التعايش".
ويسود الاعتقاد بأن القتل الوحشي للفتى محمد أبو خضير جاء انتقاما على قيام فلسطينيين بخطف وقتل ثلاثة فتية إسرائيليين، كان قد تم تشييع جثامينهم قبل ساعات قليلة من اختطاف أبو خضير وقتله. وقد تم اعتقال 6 إسرائيليين بشبهة ارتكاب الجريمة: اعترف بعضهم بارتكابها واعادوا تمثيلها، كما قالت الشرطة يوم الإثنين.
في خيمة العزاء، أمسك رجل فلسطيني مجهول الميكروفون وشكر الجمهور اليهودي على حضوره، قائلا "إن وجودهم هو الرد على التوسع الاستيطاني والعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني"، وهنا تململ العديد من الحضور اليهود بنوع من عدم الارتياح لسماع هذه العبارة.
وأضاف المتحدث: "لم نسمح بحضور ممثلين للحكومة إلى هنا لأننا شعرنا أن تعازيهم لن تكون صادقة. ولكننا رحبنا بكم لأنكم تدركون مدى بشاعة الجريمة".
وكانت تحدثت انباء نسبت الى احد أقرباء العائلة عن أن العائلة رفضت استقبال زيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس لتقديم العزاء كما رفضت بيان عزاء اصدره رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو.
وخارج خيمة العزاء، قال محمد الجولاني، 25 عاما، إن زيارة المجموعة اليهودية ساهمت في تخفيف التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأضاف: "أنا أباركهم وأقدر نواياهم الجيدة ودعمهم للسلام. إنهم يعارضون النشاط الاستيطاني وما يحدث حاليا في الضفة الغربية".
وقال رافي ميرون في طريقه نحو الحافلة بعد أداء واجب العزاء، وهو خبير اقتصادي متقاعد من بنك إسرائيل: جئت للتعبير عن تضامني مع عائلة الضحية، رغم انني اعتقد أن تأثير زيارة كهذه ثانوي. وأضاف: "هذا أفضل من الجلوس في البيت بلا مبالاة بما يحدث. من يدري، قد تكون لأنشطة ’تاغ مئير’ تأثير تراكمي".
وقال ميرون أن الجريمة كانت نتيجة "لتحريض مستمر، سواء من النظام السياسي أو النظام التربوي والديني". وخلص إلى القول أن "علينا جميعا أن نقوم بمحاسبة انفسنا".