مع انقضاء شهر رمضان الكريم يهّل علينا عيد الفطر حاملا في طياته الفرح الممزوج بلوعة الألم، حيث تُرفع فيه أصوات الألعاب النارية والإزعاج منقطع النظير في جو حزين مقيت مفعم بألوان سوداء كئيبة. فاصوات المفرقعات النارية تمحوا كل ما هو إنساني وخاصة في ظل الأزمات العربية.
هذه السلسلة من الإزعاجات المتواصلة التي يقوم بها ثُلة من عديمي الضمير، فاقدي الحس الإنساني، وبعضهم ممن جاهدوا واعلنوها جهرا أمام الناس عن عدم صيامهم لشهر الطاعات، وكأنهم بعدم اكتراثهم بالمرضى او الاطفال يرسلوا رسالة "ان الفرح مقتصر على إزعاج الآخرين"، وبهذا نسوا حديث الرسول " زينوا اعيادكم بالتكبير" هذا من ناحية. ومن ناحية اخرى ضربوا بعرض الحائط بيانات عدة انبثقت عن لجنة المتابعة المحلية، الحركة الاسلامية المحلية، لجنة الحراك الشبابي وبيان أئمة المساجد والسلطة المحلية حول أهمية اخفاء مظاهر الفرح والامتناع عن استعمال المفرقعات النارية نتيجة للإنحطاط العربي والأوضاع السائدة وتضامناً مع الشعوب المنكوبة.

كثر هي شعارات التضامن "الخالية من اي جوهر عملي" أُرسلت وتُرسل بشكل دائم من أبناء عرب الداخل لشعوب آلت بهم آلة الدمار والحرب الى الخوف وعدم الطمئنينة، وكأنهم بهذه الرسائل والعبارات التي أرسلوها أحيوا ببعضنا سنة من سنن النبي وهي التكافل، التراحم والمؤازرة، وفجأة في ليلة العيد إنخلع عنهم وجه الشعور مع الغير. اذا فأين هم من حديث النبي "مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى".
مناسبة كعيد الفطر السعيد التي لا تتكرر الا مرة واحدة في السنة لا بد من إظهار مظاهر الفرح والسرور والتعبير عنها وبقوة، ولكن في ظل الأزمات الحاصلة لا بد من اقتصار مظاهر التطبيل والتزمير المفرقعات وإستبدالها بعادات كزيارة الأقارب، التهليل والتكبير وأمور اخرى مشابهة، فهي أولى واهم من إهدار وإحراق أموال في السماء. فكما قالوا بالعمامية "يا اخي اذا عندك مصاري زيادة ومش عارف وين تروح فيهن روح اعمل خير واتصدق او اعطف على عائلة فقيرة او محتاجة وما أكثرهن ببلدنا او اكفل يتيم يا اخي والله أولادك أولى بالمصاري"
اخيراً لا بد من توجيه بطاقة معايدة الى الأمة الاسلامية عامة ً، والمنداوية خاصة بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد متضرعين من المولى عز وجل ان يمن علينا بتقبل طاعاتنا وان يعيد علينا رمضان القادم ونحن بأفضل حال وكل عام وانتم بألف خير.