الرئيسيةمقالات وآراءيلا نعيشها صح / بقلم: عماد بشناق – كفرمندا

يلا نعيشها صح / بقلم: عماد بشناق – كفرمندا

ها هي رياح التغيير تهب من كل حدب وصوب وها هي حجار الدومينو تنهار حجرا تلو الآخر, صحوة من الموت الى الحياة وكأنها قوة عليا أحيت روح الشعوب والأمم فانتفضت في وجه ظلامها فأبت ان تبقى خلف قضبان مستبديها, شباب استرد فكره من المنفى البعيد فوجهه إلى طريق جديد, أرادوا خططوا حاولوا فنجحوا شحنوا همتهم وعزيمتهم بزاد المحبة والانتماء الى الوطن الأم إلى مستقبلهم وحاضرهم فتميزوا وانتصروا…

فسبحان الله صاحب الأحوال ومغيرها ها هو يثبت لكل مشكك ولكل غافل انه لا حال يبقى على حاله وانه يمكننا أن نغير إذا أردنا ذلك, فها قد ذهبت الدول وسقط الرؤساء الطغاة وتهدمت القصور وفنيت الأموال فلا شيء مستحيل, الم ترى عزيزي ما أتفه المادة إذا لهثت ورائها وما أتفه السلطان إذا كان التشريف غايتك فهيا لنعي ونعقل ما يدور حولنا هيا لنعيش حياتنا كما ينبغي " يلا نعيشها صح ".

إن نجاح التغيير والعيش الصحيح مرتبطان بشكل وثيق بمدى ارتباطك بالله عز وجل فمعه تشعر بالاستقرار والسكينة والطمأنينة فما أعظم الشعور عندما ترتبط بالله وأنت حر طليق لا عبودية لك إلا لله عز وجل…

إن الارتباط به والتمسك بأوامره ونواهيه في كل حركة من حركات الإنسان وكل سكنة من سكناته يجعلك أخي في مقام القدوة على صعيد الأسرة والمجتمع وعندئذ تتذوق هذه اللذة التي ما بعدها لذة… لذة الإيمان كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا".

وها هي أول خطوة نحو التغيير في حياة كل واحد منا, فإذا آمنت بالخالق عز وجل إيمانا صادقا عميقا قويا مليئا بالقناعة والرضى بما وهبك الله عز وجل ومزينا بتاج التوكل عليه, تفوز بعيش السعداء إن شاء الله…

إذا آمنت بالله إيمانا فعليا مطلقا فيجب أن تؤمن بأنك إنسان متميز لان الله خلقنا يوم خلقنا متميزين , أما قال سبحانه وتعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}سورة التين 4, ومن اجل ذلك سخر لنا السماء والأرض وما بينهما . أما قال عز وجل:{ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} سورة لقمان 20, نعم هذه هي الحقيقة أنت وأنا وهي كلنا متميزون ولكن تنقصنا الثقة بالنفس وقوة المواجهة فتحديات الحياة تخيفنا وترضخنا وتتصور لنا وكأنها وحش كاسر يصعب مواجهته ففعلا نرضخ لها لأننا وببساطة متناهية أقنعنا أنفسنا وبرمجنا عقولنا على ذلك ,فقم وانتفض أخي فقد خلقك الله متميزا وسخر لك قدرات لم يسخرها لمخلوق غيرك فصدقني ما ينقصك لإحداث التغيير في نفسك هما شيئان رئيسيان إذا عملت بهما انقلب حالك من النقيض إلى النقيض وهما وركز معي جيدا " الأخذ بالأسباب والتوكل على مسبب الأسباب ".

نعم إن الطريق إلى التميز والتغيير يبدأ بالأسباب واعني بذلك شحن الهمة والعزيمة, التخطيط , تحديد أهداف ورؤية وعدة أمور أخرى سأطرحها بتوسع فيما بعد ولكن كل ذلك ممكن ان يكون مصيره الفشل او عدم الاستمرارية إذا ما توكلت توكلا قلبيا صادقا على مسبب الأسباب فتذكر أيها الصديق العزيز انه ليس اسمك ولا اسم عائلتك ولا طولك ولا شكلك ولا مالك ولا وظيفتك ولا من انت ولا ماذا تكون ولا ماذا كنت يحددون من انت فكل هذه اسباب واشياء اذن من انت ؟

انت افضل مخلوق عند الله عز وجل الذي خلقك بيده الكريمة , فكان من الممكن ان يقول لك كن فتكون وانت الذي سخر لك السماء والارض , وانت الذي جعلك خليفة له في الارض , وانت القدرات اللامحدودة التي وضعها بك الله سبحانه وتعالى , وانت المعجزات فالمعجزات ليس لها حدود فهذا هو انت , فاذا لم تتوكل على بارئك على من تتوكل اذا ؟ المعادلة واضحة وبسيطة اشحن الهمم قل يا الله وامضي في طريق التغيير وسيكون الله خير معين لك فهوالمستجيب لكل داع للخير.

أسترضى بعد هذه اللحظة بالبقاء كما انت ؟ قم اخي وامن بنفسك وقدراتك وكن صاحب رؤية جد البوصلة المفقودة, ابحث عنها في كل مكان ولا تيأس حتى تجدها فهي من اهم الاسباب للتغيير خذ بالاسباب بجد وعزيمة واجتهاد ولكن اخي تذكر دائما وابدا ان التوكل الصادق على مسبب الاسباب ييسر ويسخر لك كل الاسباب فتسهل امامك المهمة.

ان مرادي من هذا الحديث هو ان تعي بأنه لا تغيير بدون ادوات واسباب للتغيير ولا اسباب بدون مسبب الاسباب والله الذي خلقك وابدع في تصويرك هو مسبب هذه الاسباب فاذا كنت فعلا تريد النجاح في تغيير حياتك وحياة من حولك فها انت بت تعرف الخطوة الاولى نحو ذلك الا وهي التوكل على الله عز وجل, فماذا تنتظر هيا اعقد المصالحة مع الله وادعه ليعينك… هيا قم وصل ركعتين لله لتتقرب منه بقلب نقي يرفض الواقع الذي يعيش فيه ليتقرب منك الله ويعينك على تحقيق مبتغاك.

اذا بدك تعيشها صح هذه هي بداية الطريق فهيا نفيق من غفلتنا… ونصحو من سكرتنا… ونصارع اخطاءنا…وتتكاتف ايادينا… وتعتصم قلوبنا… ونرفع رايتنا…يلا نعيشها صح بالايمان والتوكل على الله.

تذكر…!

الدرة درة ولو دفنت سنوات…

والقنديل قنديل ولو في أحلك الظلمات…

فلنستصلح أراضي الخير فينا… وننفذ نحو الصميم بلا التفاف

وعلى نضارة البذور تكون جودة الثمار…

إذا أردت فعلا أن تتغير وتتميز فالغي كلمة "سوف" من حياتك… هيا ابدأ الآن ولا تؤجل… انوي في قلبك نية التغيير ولا تكن خادما لعقلك ونفسك الأمارة بالسوء فهذا هو طريق الهلاك بل كن قائد نفسك وذاتك وكن سيد عقلك…

يتبع..!!


عماد بشناق

اقرأ ايضاً :
قائد بلا لقب