الرئيسيةمقالات وآراءهلوسات امرأة بدينة للكاتبة وفاء زبيدات

هلوسات امرأة بدينة للكاتبة وفاء زبيدات

أسلاك شائكة تتقد بنار ليس لها حطب… خطيئتي كخطيئة حواء الأولى حين أشعر بالجوع…يغازلني الطبق ببسمة مطبقة الجفون ليخلق في جوفي شهوة كتلك التي أحتفظ فيها كقرص ذاكرة لرجل أعشقه…تولد الشهية بعملية قيصرية بحتة وكأن مشرط الجراح نسي بين أعضائي… احاول محاولة اليائسين القانطين لأمد أنفي جسرا بين شهيتي والوليمة علني أحترق بثنايا اللذة المنبثقة من الطبق…ألامسه كأنني ألامس حريرا فقد أنوثته…ألامسه كما ألامس طفلا يتيما يغازله حضني كأنه ملجأ أيتام…يساورني الأمل وتنير شمعتي حتى تصطدم بقرص شمس الحميه فتنطفئ…

تبا للحمية وذكرها…هذا التعبير الذي أخاف ذكره قد بخرته من سطور أبجديتي،، فلا تحدثوني عنه…تبا لمن أوجد هذا المفهوم ليقتل حقي في معاشرة الموائد ومضاجعة الصحون…لا أملك ذلك الطموح الرامي لأصبح عارضة أزياء…ولا أحلم بالتمايل فوق منصات تكرم جسدي…ولكني أحاول فض غبار التقليد كما يفض غشاء البكاره…فمن يعشقني فعلا سيحملني رغم وزني الزائد تحت طيات الدهون التي علقت في جسدي كأنها طبقات ذاكرة لا تموت…

أهم بالتهام كل ما يلوح في طريقي بشراهة المفترس…أبتلع دون أضراس كما الحوامات تبتلع الجثث ولا آبه لأكمامي المبللة باللذة ولا ملابسي المتسخة بالنشوة… أحاور الطعام مع كتابي وكأننا في حفلة ماجنة تسيطر عليها الشهوة وذروتها تكون مع كأس شراب يعطر انفاسي ..ومن ثم أتنقل كالفراشة بين صفحات الجريدة…وعند صفحة الأزياء أحاول الإنطواء على نفسي كما تطوي أصابعي الصفحة علني أصبو إلى مواساتي وكفكفة دموعي التي تندب حظي وحظ بدانتي…

#من ذكريات امراة بدينة .