قام المغامران متسلق الجبال مزهر عنان عبد الحليم ابن قرية كفرمندا والمغامر والمتسلق اسعد زيدان ابن مدينة طمرة بتسلق قمة جبل رَمّ في الاردن من خلال عملية تسلق معقدة ومركبة محفوفة بالمخاطر والتحديات بواسطة الحبال ومعدات التسلق الخاصة وذلك بتاريخ 05.04.2018.
جبل رَمّ هو جبل في صحراء الاردن ويشرف على وادي رَمّ الذي يزوره والمعروف للكثيرين بجمال طبيعته الخلابة. يقع الجبل في منطقة جنوب الأردن في هضبة حسمي بمنطقة معان ويبلغ ارتفاعه 1,734 م (5,689 قدم) عن سطح البحر ويعتبر اعلى ثاني قمة في جبال الاردن.
وفي حديث لنا مع متسلق القمم مزهر عنان قال “مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة وها انا اليوم اضفت قمة جديدة لقائمة القمم العالمية التي تسلقتها في السنوات الاخيرة فقد نجحنا انا وصديقي اسعد بكل فخر بتسلق القمة، قمة جبل رَمّ هذا الجبل الشامخ الذي يجهله كل لم يقف امامه ولم يتسلق جدرانه ولم يتحدى خوف منحدراته ولم يمشي في سراديبه ولم يتشبث بنتوءات صخوره ولم ترتعد فرائصه لخطورة اخاديده وارتفاعها ولم يفترش صخوره ورماله ولم يتلحف سماء قمته ولم يتمتع بجمال وروعة بنيانه ولم يتأمل في ابداع خالقه”.
واما الاستاذ اسعد زيدان فقد حدثنا عن تجربته الحديثة العهد في تسلق الجبل قائلا “تجربة تسلق جبل الرَمّ بدات بطرح الفكره من قبل صديقي واخي مزهر حيث لم يكن هناك تجهيز مسبق من ناحيتي فبعد دراسة جدول رحلة التسلق وفحص حيثياتها بدات بتجهيز المعدات اللازمه حسب طلب المرشد المرافق والذي قام بدوره بارسال استمارة تحتوي على المعدات اللازمه لهاذ النوع من الرحلات.
ومن هنا كانت نقطة الانطلاق بحيث لم يكن لدي ادنى فكره عن حيثيات المسار من ناحية صعوبته او مركباته.
ولكني لاحقا اكتشفت ان تسلق جبل الرَمّ يحتاج الى لياقه بدنيه عاليه وقوة قلب وشجاعة وعدم الخوف اطلاقا من المرتفعات الشاهقة.
تسلق الجبل لم يكن بالسهل ولكن الاراده والعزيمه والاصرار والتشجيع من قبل افراد المجموعه كان له الدور الكبير للاستمرار والوصول الى الهدف وتحقيقه.
بالنسبة لي شخصيا هذه التجربه كانت بمثابه مغامره مثيره جريئة تعلمت منها الكثير وخاصة التصميم على انجاز الهدف مهما كانت صعوبته وانه بالاراده والعزيمه نصنع المستحيل.
بالاضافه الى تعلم كيفية التاقلم والتعايش مع مجموعة جميع افرادها جدد بالنسبة لي ولم اعرفهم سابقا وهم مختلفون دينيا وقوميا وفكريا.
وهنا انهي بقول الشاعر ابو القاسم الشابي:
“إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍرَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِوَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِيَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر”.
وبهذه المناسبة يتوجه الاصدقاء مزهر واسعد لحضراتكم ولجميع الاصدقاء والزملاء الاعزاء بالشكر الجزيل والامتنان على الدعوات والتمنيات لهم بالسلامة وتشجيعكم ودعمكم التواصل لهم خلال فترة المغامرة. كما وكتب مزهر على حسابة الشخصي في الفيسبوك “نشكر جميع الأصدقاء على اعجابكم وتعليقاتكم وكلماتكم ومروركم الطيب الذي يمدنا بالقوة والالهام من اجل تخطي عقبات وصعوبات هذا التسلق الشيق والمثير والخطر، فبارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير”.