حث أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الجزائريين على الثورة على حكّامهم؛ مثلما فعل الليبيون، الذين دعاهم إلى إقامة «دولة إسلامية» خلفا لنظام العقيد معمر القذافي.
وقال الظواهري -في شريط فيديو بثه موقع للإسلاميين على شبكة الإنترنت الأربعاء 12 أكتوبر/تشرين الأول-: «يا أسود الجزائر ها هم إخوانكم في تونس، ثم في ليبيا، قد ألقوا بالطاغيتين إلى مزبلة التاريخ، فلماذا لا تثورون على طاغيتكم»؟، في إشارة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وتمكن الليبيون من الإطاحة بمعمر القذافي، بعد أربعة عقود في السلطة. ولم تشهد الجزائر احتجاجات شعبية على غرار ما حدث في دول عربية أخرى.
وقال الظواهري، موجها حديثه إلى الجزائريين: «يا أسود الجزائر ويا أحرارها ويا أهل الغيرة فيها ويا جنود الإسلام في ثغره الغربي، إن الأمة المسلمة وكل المظلومين في العالم ينتظرون منكم أن تقدِّموا لهم نموذجا جهاديا وقدوة كفاحية في مقاومة الطغاة المفسدين، فاستعينوا بالله وهُبّوا في وجه هذا النظام الطاغي الباغي».
ونبه الظواهري -الذي لا يعلم أحد مكانه- الثوار الليبيين إلى ضرورة المحافظة على مغانمهم في وجه «المؤامرات الغربية»، زاعما أن حلف شمال الأطلسي سيطلب منهم التخلي عن دينهم الإسلامي.
وقال: «الشيء الأول الذي سيطلب منكم الناتو القيام به هو التخلي عن إسلامكم، وأن لا تطبّقوا الشريعة الإسلامية». وتابع: «إنهم يريدون غير المتدينين والملحدين الذين لا يقبلون أن تحكم الشريعة العالم الإسلامي».
وتولى الظواهري زعامة تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن على أيدي قوات أمريكية في عملية في باكستان في مايو/أيار، بعد مطاردة استمرت عشر سنين.
وحاولت «القاعدة» شن حرب على الحكام العرب؛ الذين لا يحظون بالشعبية على مدى العقد المنصرم، من خلال تشكيل خلايا تشن هجمات انتحارية على أجانب وعلى مواقع حكومية ومسؤولين، لكن الربيع العربي همّش دور «القاعدة» وجعلها في عزلة متزايدة، حيث أسقطت احتجاجات سلمية -إلى حد كبير- رئيس تونس زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك، وما زالت تكافح لإسقاط الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والسوري بشار الأسد.
وأثنى الظواهري -وهو جرّاح- أيضا على هجوم شنه مسلحون في أغسطس/آب في جنوب إسرائيل، وقال: إن المجلس العسكري الذي يدير شؤون مصر لم يفعل شيئا لمنع إسرائيل من قصف غزة أو لدعم الثورات العربية بشكل عام. وأشار إلى المقاتلين الليبيين -وبينهم العديد من الإسلاميين- بلفظ «أهلنا».
وأضاف «أهنئ إخواننا المجاهدين الذين قاموا بعمليتي إيلات، وأسأل الله أن يمدهم بمدده وعونه حتى يواصلوا النكاية بالعدوان الصهيوني، وقد كان من مغانم عملياتهم كشف خيانة المجلس العسكري الحاكم، الذي سارع بدفع قواته لمطاردتهم حفاظا على أمن إسرائيل».
وقال -في إشارة للمجلس العسكري المصري-: «لم يتحرك المجلس العسكري لمّا كانت قوات القذافي تسحق أهلنا في ليبيا، ولم يتحرك المجلس العسكري لما قامت إسرائيل بقصف غزة، ولكنه تحرك لما وصل المجاهدون إلى إيلات».
وحض الظواهري المصريين أيضا على استمرار الضغط حتى لا يعود سفير إسرائيل إلى سفارتها في القاهرة، التي اقتحمها محتجون في سبتمبر/أيلول، بعدما قتلت إسرائيل خمسة من أفراد الأمن المصري، أثناء عملية في غزة؛ ما دفع السفير إلى مغادرة مصر.