لمواطنون العرب جميعا أخوة لنا دون استثناء
بقلم الاعلامي احمد حازم
( رداً على مقال جاسر الياس داوود "هؤلاء إخوتي" )
لم ألتق أبدا الكاتب جاسر داوود، ولم أعرفه عن قرب، لكن كتاباته توحي إلي بأنه ضد الطائفية، ومقالي هذا جاء انطلاقاً من ذلك، كرد مهني ليس أكثر على مقاله الذي نشره قبل أيام في أحد المواقع المحلية، تحت عنوان "هؤلاء إخوتي".
قرأت المقال واستنتجت عدة أشياء منها: الانتقاد الشديد للمجلس العسكري المصري واتهامه بضرب الأقباط في مصر، والتركيز على إعطاء صورة عن دور المسيحي في النضال من أجل القضية القومية، وغيرها من الأمور.
يستشهد الكاتب بما كتبته ميرا جميل في إحدى الصحف المحلية، من انتقاد شديد للمجلس العسكري المصري بادعائها "أن المجلس بات قادراً على فرض عقليته التي تخاف من التغيير، ولا تتردّد المؤسسة العسكرية في خلق خلافات وقلاقل بين الفئات الاجتماعية المختلفة من أجل ضمان استمرار سطوتها". بمعنى أن ميرا تتهم المجلس العسكري المصري بالعمل قصدا على خلق صراعات بين الأقباط والمسلمين في مصر لأهداف معينة. فما هذا الهراء والخرف؟
أعتقد بأن الكاتب داوود وقع في فخ ميرا جميل لتشويه صورة المجلس العسكري، وصدقها طبعا كمسيحي، لأنه استشهد بها، وهذا من حقه. لكن ما قالته الكاتبة ميرا، هو مجرد موقف سلبي من المجلس العسكري، ولا يعني بالضرورة أن يكون هذا الموقف صحيحا، ولو كان المجلس العسكري كما تقول ميرا، لنزل الثوار مرة أخرى إلى ميدان التحرير. وعلى ميرا وغيرها، الذين يحاولون الإصطياد في المياه العكرة، أن يتركوا الثورة المصرية بحالها، وأهل مكة أدرى بشعابها.
يصر الكاتب داوود على العودة بالتاريخ إلى الوراء، ليعيد إلى أذهان الجيل الجديد ما فعله المناضل البطل جول جمال الذي فجر نفسه بطائرته العسكرية ضد الغزاة في حرب السويس عام 1956. وهنا أريد أن أذكر جاسر داوود، بأن جول جمال فعل ذلك ليس لأنه مسيحي، بل لأنه مواطن سوري قومي وطني، ولا داعي للترديد داائما بأنه مسيحي، لأن التطرق إلى ديانته هو بحد ذاته أمر طائفي، ولأن الحديث عن الأبطال هو حديث عن مناضلين يفتخر بهم بعيدا عن الديانة.
كان بودي أن لا يذهب الكاتب بعيدا ويتحدث عما يجري في مصر، بل التركيز أولاً على ما يجري حوله في الوسط العربي من أمور طائفية مخزية ولا سيما في مدينة الناصرة، التي تعتبر من الناحية النظرية مدينة التآخي، لكن عمليا فهي مدينة تنخر الطائفية عظامها بصورة سرية، وبعض الأحيان علانية، ولدينا الكثير من الأمثلة وبالأسماء على ممارسات بعض مسيحييها، وهي ممارسات يندى لها الجبين. ومهما تكن فداحة هذه الممارسات فأنا شخصيا تأبى علي أخلاقي دينيا ومهنيا أن أتناول مثل هذه المواضيع وأقضل الابتعاد عنها لكي لا أقوم بتسميم الأجواء بين أبناء الوطن الواحد.
لذلك، أنصح الكاتب جاسر داوود نصيحة أخوية، أن يبتعد عن الكتابة التي تتعلق بالطائفية، لكي لا يساء فهمها، حتى وإن كان القصد منها إيجابيا، وعندنا الكثير جداً من الهموم المشتركة الأخرى والتي يجب متابعتها والحديث عنها.
بقي علي التأكيد، على أن المواطنين العرب جميعا دون استثناء، هم أخوة لنا، نتألم لألمهم ونفرح لفرحهم.
للتواصل مع الكاتب
hazemahmad@hotmail.com
الاعلامي احمد حازم