الرئيسيةمقالات وآراءفي بيتنا صحيفة / بقلم الإعلامي احمد حازم

في بيتنا صحيفة / بقلم الإعلامي احمد حازم

بالرغم من أني أكتب بكثرة في الأونة الأخيرة في مواقع محلية وعربية، بعد سنوات طوال من الكتابة في الصحافة الورقية، إلا أني (والحق يقال) يجب التذكير بالفوائد الجمة والمتعددة للصحف الورقية الأكثر انتشاراً والأقل انتشاراً. لكني ورغم ذلك أنصح بصورة خاصة أصحاب الصحف بعدم قراءة هذا المقال، لأنهم سينهالوا علي بالشتائم واللعنات بعد الانتهاء من قراءة كلماتي.

ربات البيوت، وكذلك الخادمات في بيوت عربية، لديهن الكثير من الصحف ليس للقراءة (لا سمح الله)، إنما لتنظيف زجاج الشبابيك، لأن عملية التنظيف تحتاج إلى صحف يومية وأسبوعية، مهما كان توجهها السياسي والفكري، حتى وإن كانت أدبية أو غير أدبية، أو اجتماعية أو ساقطة اجتماعياً، ومهما حملت عناوينها من قتل واختطاف واعتداء وفضائح، فالأمر سيان, لأن الهدف منها واحد لدى سيدات البيوت وهو التنظيف، وفقط التنظيف.

ورب البيت وأفراد الأسرة الآخرين بحاجة ماسة أيضا إلى الصحف، فإن كان البعض يتصفحها من الملل، فآخر يرى فيها عنصرا أساسيا مهماً للحفاظ على شكل "الكندرة". فهناك من يستعمل أوراقا من الصحف و"يكعبلها" ثم يدخلها في الحذاء لتحافظ على هيكل الحذاء الخارجي، أي ليبقى مرفوع الجانبين ومنتفخاً من الأمام.

حتى كاراجات دهان السيارات تستفيد من الصحف. فهي خير معين لهم في تغليف السيارة، لكن ما دام الشيء بالشيء يذكر، فإن عامل كاراج لدهان السيارات، اعترف لي بأنه يقرأ بعض سطور صفحات الصحف المغلفة بها السيارة، ويرمي بنظراته على هذه الصورة أو تلك، وخصوصا إذا كانت صوراً "وهبية" أو "عجرمية".

الكثير من أصحاب المكاتب وموظفيها لهم أيضا علاقة يومية بالصحف، ولا سيما في فصل الصيف. فالذبابة لا ترحم عندما تدخل المكاتب دون استئذان، ولا تفرق بين هذا وذاك، لكنها تندم
على فعلتها، عندما تفاجأ بضربة على رأسها بصحيفة من يد كريمة. فقد أصبحت الصحف وسيلة أيضا لقتل الذباب مثل أي مسحوق لقتل الحشرات.

ولا ننسى أيضاً أن "السلطان ابراهيم" واللقس" و"المشط" وكل أنواع الأسماك يتم لفها دائما بأوراق الصحف وليس بغيرها.لكن، هناك فائدة مهمة أخرى للصحف تستفيد منها عائلات فقيرة الحال، في غرف معينة، وإن اللبيب (من المقصود) يفهم.

للتواصل مع الكاتب
hazemahmad@hotmail.com


الاعلامي احمد حازم