الرئيسيةمقالات وآراءحكاية “دربكلهن برقصو” / بقلم الاعلامي احمد حازم

حكاية “دربكلهن برقصو” / بقلم الاعلامي احمد حازم

يحكى أن أمير قوم من بني يعرب، كان يعتقد أنه محبوبا لدى قومه. فكان بين الفينة والأخرى يعلن عن إجراءات تلفت نظر القوم ليس لفائدتها بل لغرابتها. وذات مرة خطر على بال الأمير، أن يدعو بعض وجوه القوم لـ "مضافته" بحجة التشاور معهم.

فذهب المدعوون إلى كبير القوم، ولما وصلوا، وبعد تناول القهوة السادة، جاء دور تعبئة البطون، التي امتلأت بما لذ وطاب. وتفاجأ كبار القوم أن الأمير لم يتشاور معهم، بل أمر بعد ذلك عازف طبلة لإسماع الضيوف ما لديه من إيقاعات لـ "الهز"، وقاموا كلهم احتراما للأمير أو بالأحرى نفاقا له "بالهز" على إيقاع "الدربكة". وبعد عملية "الهز" شكرهم الأمير، وأصبحت هذه عادة وتقليد عند الأمير مع قومه. وأصبحت حكاية "دربكلهن برقصو" تتردد على كل لسان.

هذه الحكاية، تنطبق على عرب إسرائيل مع ليبيا وعقيدها. فبعد 41 سنة من رئاسته ليبيا، تذكر قبل فترة فقط أن في إسرائيل فلسطينيين، يطلق عليهم عرب إسرائيل، وتذكر أن الواجب عليه دعوتهم، لأنه يعتبر نفسه كبير القوم. فدعاهم تحت غطاء التشاور، فذهبوا غير مصدقين أن أمير القوم سيستقبلهم أو سيتشاور معهم، وارتدوا أحسن ما عندهم من بدلات وربطات عنق "فرحانين" مثل فرحة طفل يرى "بابا نويل"،

ولما وصلوا، أصابهم ما أصاب وجوه القوم عند الأمير، فلم تكن هناك لا مشاورات ولا مناقشات، بل لتعبئة البطون فقط. وبعدها، تلقى وجهاء الـ 48 دعوة جديدة باسم العقيد، لتعبئة البطون مرة أخرى، وهذه المرة ليس في طرابلس بل في عمان، لكن الدعوة الجديدة كانت "مبحبحة" من الأمير لأنه سمح (مشكوراً) باصطحاب النساء وذهب من ذهب، ولم "ينقص سوى دربكة للهز". ونحن بانتظار مائدة جديدة. بارك الله فيك يا عقيد، لما تفعله وتبذله من جهود لفلسطينيي ألـ 48.


الاعلامي احمد حـازم