عقّب مجهول باسم (أبو أحمد) من زوار موقع بلدنا كوم على خبر مسيرة عيد الأضحى المبارك ليلة العيد التي نظمتها الحركة الاسلامية في كفرمندا، حيث ردّ عليه أحد الشخصيات التي لديها اطلاع واسع من الناحية الشرعية والنحوية في اللغة العربية باسم (أبو محمد) – الاسم محفوظ في ملف التحرير، فضّل عدم ذكر اسمه – .
وأكّد لموقع بلدنا أنّ في تعقيب الشخص المذكور الكثير من المغالطات اللغوية والنحوية والشرعية، وقال أبو محمد في حديث خاص لموقع بلدنا كوم "إنّ الشخص المجهول يدعي المعرفة والعلم ويَظنّ أنّ الناس جاهلة ويظنّ أنّه عالم وعارف ولا أحد لديه أكثر منه معرفه وإنما تجد في كلامه الفلسفة الفارغة والمغلوطة ليس أكثر".
وجاء في تعقيب المجهول (أبو أحمد) "بسم الله الرحمن الرحيم , نتقدم الى الامة الاسلامية عموما واهل فلسطين الحبيبة خصوصا بالتهاني والتبريكات بمناسبة هذه الايام المباركات , لا سيما العيد الاضحى . وعملا بحديثه صلى الله عليه واله وسلم :"بلـّغوا عني ولو آية" , اجد من واجبي ان اهمس في اذان "المشايخ" والرواديد الذين يتصدون للتكبير في صبيحة يوم العيد , انتبهوا الى قولكم " الله اكبر كبيرا " فان هذا القول يحوي خدش في احد اساسيات عقيدة التوحيد , لان كلمة " الله اكبر " معناها ان الله اكبر من ان يوصف وهو معنى قوله تعالى :" سبحان الله عما يصفون " وليس معناها ان الله اكبر كبير , لان هذا المعنى يستلزم ان يكون الله مقرونا مع غيره وهذا يناقض اساسيات التوحيد , حيث قال امير المؤمنين :" فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه و من قرنه فقد ثناه و من ثناه فقد جزأه و من جزأه فقد جهله و من جهله فقد أشار إليه و من أشار إليه فقد حده , و من حده فقد عده " . ودليل كلامنا ان الله تبارك وتعالى لم يذكر اسمه "الكبير " في القران الا مقرونا بألف لام الابتداء (المصدريه) وتفيد التوحد والوحدانيه , ولم يرد اسمه جل وعلى مقرونا بكلمة كبير ابدا في كتاب الله. والمعنى ان الله اذا ورد ذكره في مقام الكبر فانه يرد متوحدا وليس مقرونا . ثانيا : قولكم " :اللهم صل على سيدنا محمد وال سيدنا محمد وازواج سيدنا محمد واصحاب سيدنا محمد " ,قال تعالى :" ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " , ولما سؤل النبي عن كيفية تأدية هذه العبادة قال :" قولوا اللهم صل على محمد وال محمد كما صليت على ابراهيم وال ابراهيم " , فأصبحت هذه الصلاة من العبادات الواقفه وليست من العبادات التوكيليه , وبما انه لا يجوز الاجتهاد بقبيل نص الشارع المقدس , فأن قولكم هذا يعد تحريفا للعباده . واخر دعواي ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه الامين حبيب اله العالمين ابو الزهراء محمد واهل بيته الطاهرين ومن تولاهم باحسان الى يوم الدين من الاولين والاخرين".
الكثير من المغالطات
وردّ (أبو محمد) عليه "الأخ المعقّب رقم 6 أولا كل عام وأنت بخير وسائر الأمّة الإسلاميّة لقد ورد في تعليقك الكثير من المغالطات اللغويّة والنحويّة والشرعيّة : أوّلا : اعتراضك على قولنا " الله أكبر كبيرا " واعتبارك أنّ فيه خدشا في العقيدة ليس في محلّه …ألا فلتعلم أنّ هذا اللفظ جاء في أكثر من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلّم منه ما جاء في صحيح مسلم : (عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن سعد قال جاء أعرابي إلى النبي {صلى الله عليه وسلم} فقال يا نبي الله علمني كلاماً أقوله قال قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله رب العالمين لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم قال فهؤلاء لربي فما لي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني ) أمّا " كبيرا" فليس مضافا إليه كما تفضّلت أنت فاعتراضك قد يكون صحيحا لو كان " الله أكبر كبير " بجر " كبير " على أنّه مضاف إليه , ولكن كبيرا بالنصب على أنّه صفة لمفعول مطلق محذوف , فهو مفعول مطلق ناب عن المصدر المحذوف أي : ألله أكبر أكبّره تكبيرا … والمفعول المطلق هنا لإفادة التوكيد , جاء في كتاب تهذيب اللغة للأزهري : (أخبرنا ابن منيع، قال: أخبرنا عليُّ ابن الجعد عن شعبة عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عاصماً العنزي يحدِّث عن ابن جبير ابن مطعم عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي قال: فكبَّرَ، وقال: الله أكبر كبيراً ثلاث مرات، ثم ذكر الحديث بطوله. قال أبو منصور: نصب كبيراً لأنه أقامه مقام المصدر لأن معنى قوله: الله أكبرُ: أُكبِّرُ اللهَ كبيراً بمعنى تكبيراً، يدلُّ على ذلك ما روى سعيد عن قتادة عن الحسن أن نبي الله عليه السلام كان إذا قام إلى صلاته من الليل قال: لا إله إلا الله، الله أكبر كبيراً ثلاث مرات، فقوله: كبيراً بمعنى: تكبيراً فأقام الاسم مقام المصدر الحقيقي.) تابع في التعقيب التالي…".
مغالطات نحوية: (ألف لام الابتداء المصدريّة)
وفي الرد الثاني لأبو محمد على تعقيب (ابو أحمد) -رقم 6- من خبر مسيرة عيد الأضحى قال " ثانيا : لم نسمع بما أطلقت عليه " ألف لام الابتداء المصدريّة " فقد بحثت عنها في المكتبة الشاملة عندي في 6690 كتابا فلم أعثر على هذا المصطلح , وكذلك في الشبكة العنكبوتيّة -الإنترنت- فلم أجد أحدا ذكر هذا المصطلح , ولكنّك قد تقصد " أل , الموصوليّة " التي تقترن باسم الفاعل أو اسم المفعول أو الصفة المشبّهة أو اسم التفضيل أو صيغة المبالغة ( المشتقات ) نحو الكبير , الأكبر , فهذه لا تكون مصدريّة لأنّ الحرف المصدري هو الذي ينسبك مع الفعل بعده بمصدر , مثل : وأن تصوموا خير لكم , فأن والفعل تصوموا يمكن تأويلهما بمصدر فيصير التقدير : صومكم خير لكم ".
لا تُحجرن واسعا
وفي رده الثالث على (أبو أحمد) رقم 6 من خبر مسيرة عيد الأضحى قال أبو محمد: "نلفت نظرك أن الهمزة في وسط الكلمة إذا كانت مكسورة أو سبقها كسر تكتب على نبرة ( كرسي ) فالصواب " سُئِل " وليس " سؤل" , ثمّ ليس هناك ما أطلقت عليه "العبادات الواقفة ولا العبادات التوكيليّة ", والصواب : العبادات التوقيفيّة وضدّها التوفيقيّة , أمّا التوقيفيّة فهي التي نص عليها الشرع فلا مجال للاجتهاد فيها , وأمّا التوفيقيّة فهي الخاضعة للاجتهاد , وقولك عن صيغة الصلاة على الرسول أنّها توقيفيّة فهذا في الصلاة أمّا خارج الصلاة فلنا أن نختار ما نشاء من صيغ الصلاة والسلام على رسول الله فلا تحجرنّ واسعا ".
لم يعد للعمر متسع
أما في رد الرابع على رقم 6 من خبر مسيرة عيد الأضحى فرد عليه: "أنصحك قبل أن تتصدّر للنقاش والحوار في مجال من المجالات أن تتعلّم أولا , فأنت ترى أنّك أوقعت نفسك في مغالطات واضحة تدل على قلة دراية , وسطحيّة في المعرفة , وجهل في مسائل اللغة والشريعة , وهذا ما قادك إلى ما أنت عليه من اتجاه زيّن لك الشيطان الصواب فيه كما قال سبحانه " وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ َ" ومن هنا فإنّي لك ناصح وعليك مشفق ومصلحتك أريد حتى لا تسوء خاتمتك فتكون من أصحاب النار , أنصحك أن تحاسب نفسك وتعود إلى الحق والهدى والرشاد فلم يعد للعمر متسع قبل أن تندم ولات حين مندم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين".