الرئيسيةمقالات وآراءعابر سبيل / بقلم: احمد صالح طه – كوكب

عابر سبيل / بقلم: احمد صالح طه – كوكب

ليلة ٌسرمديّة ٌ!!!
حَمّلتني عُنوة ًأوزارها,
ومَزّقت أنيابُها وجهَ السماء .
وطوَت سروالها المُتألق ,
 وارتدت عباءة ً سوداء. 
تحت العباءة ظُلمة ٌ,
تستنفرَ اللصوص,
تستفزّها لتمطي, صهوة الخراب,
ووطني مُشرّع الأبواب,
يلتقط أنفاسه لفترة قصيرة ’,
فيرى في آخر النفق سَراب.
تمنع مني التجوّل َ,
بعد أن تُحرّر ُ, نشرة الأخبار.
تُدوّي صفارة الإنذار,
تُفجّر العنوان وتُعنوِن الدمار,
 وتُحمّل كاهلي السبب . 
قطّعت أنيابُها حبل التواصل,
بين أهل الحي والأهل ارب.
على صدري أبّدوا حمولة الغضب.
وطوت طول الشوارع بهُتافات النفاق,
وبالسلاح الأبيض المحرم الخفاق,
خيّطت درب الزقاق.
  حيث درب الرزق,درب الحق,
يسلكها الرفاق.
********
ليلة ٌثقيلة ٌ!!
حطّت على صدر السعادة وزنها,
ونصَبَتْ ,
على عيون الشمس خيامها,
وهمست للريح: أنا عمري طويل.
ضحلة ٌ أنفاسها, ضخمة ٌبطيئةٌ تسير,
أيقنتُ , بأنها حبلى,
تعاني الآلام في شهرها الأخير.
من فرط ابتهاجي,انطلقت,
لأرفع في صفوة الفضاء
 ألراية َالبيضاء,
 وللمولود الجديد أخيّط ُالعلم,
اشتري له الدفاتر والقلم,
وأجهز السرير .
هَجَرَتها لثقلها النجوم,
ومَلّها لطولها القمر,
دقت الأجراس, وطنطنت ,
عند السَحَر,
لبست قميصها الفضفاض,
وراحت تئنّ أمام الخليقة,
تستجدي الدواء, لألم المخاض.
من رحمها تدلّت خيوط ٌ, 
تستل ّالفجر ّسلاحا ً لها,
تنتزع الخلاص, من فك الحصار.
وأنا مُنتظر ٌعلى جمر ونار,
أعاين ُالصالح ليُعينني
من كومة الدمار,
حتى أنجبت ,فجرها الغريب,
تشوبه خيوطٌ حالكة ٌسوداء,
 مضيء الجبين, لكنه ذليل.  
ومضى تاركا ً,  ًقطر الندى,
يغسل الصباح ,ومشى
مُهرولا ًيلفه الضباب,
وإذ به عابر سبيل.